وقالت كلية دبي للإدارة الحكومية في بيان وصل لأنايو نسخة منه أنه وفقاً لبيانات تنشر لأول مرة في الإصدار القادم من تقرير الإعلام الاجتماعي العربي، فقد وصل عدد المستخدمين في شهر آب/أغسطس الماضي إلى ما يقارب 32 مليون مستخدم، بمعدل نمو قدره 50% منذ بداية العام.
ويعد هذا التقرير الثاني ضمن سلسلة يعدها برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، والذي صدر حديثاً باللغة العربية.
ويرصد هذا العدد نمو استخدام شبكات فيسبوك وتويتر في المنطقة خلال التحركات التي اجتاحت الوطن العربي ويسلط الضوء على التحول الجوهري من استخدام الإعلام الاجتماعي للأغراض الاجتماعية إلى النشاط السياسي والأهلي.
وبحسب التقرير، فقد بلغ عدد مستخدمي تويتر النشطين في الوطن العربي خلال الربع الأول من العام حوالي 1.1 مليون مستخدم.
وأرسل هؤلاء حينها ما يزيد على 22.7 مليون “تغريدة”(tweet) عبر تويتر، وتركزت توجهات استخدام تويتر في المنطقة خلال هذه الفترة بشكل رئيس على الأحداث المتلاحقة للتحركات الشعبية العربية، ومثلت كلمات “مصر”، “25 يناير”، “ليبيا”، “البحرين” و”مظاهرة” أبرز “الواصفات” (hashtags) استخداماً بين مستخدمي تويتر في المنطقة خلال الربع الأول من العام.
ويشير التقرير إلى أنه في حين تعد الإمارات وقطر والكويت والبحرين ولبنان أعلى خمس دول في المنطقة العربية من حيث نسبة مستخدمي فيسبوك وتويتر بين سكانها، فقد تسارع استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي بشكل خاص في الدول التي تشهد تحركات شعبية.
وبينما مازالت تركيا تتصدر المنطقة من حيث العدد الكلي للمستخدمين، تصدرت مصر البلدان العربية وأضافت وحدها ما يقرب من 4 ملايين مستخدم لشبكة فيسبوك منذ بداية عام 2011 وحتى شهر آب/أغسطس.
وقال البيان أن نتائج التقرير تقدم أدلة عملية فيما يتعلق بتغير طبيعة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة، وردة فعل الحكومات أثناء الحراك الشعبي الذي اجتاح الوطن العربي هذا العام، كقيام العديد منها بحجب شبكة إنترنت وشبكات الإعلام الاجتماعي.
وقال فادي سالم، مدير برنامج الحوكمة والابتكار بكلية دبي للإدارة الحكومية وأحد كتّاب التقرير: “مازال دور الإعلام الاجتماعي وقدرته على التأثير في صنع القرار والمشاركة الشعبية موضع نقاش حاد في الوطن العربي منذ بدء عام 2011. وقد لعب النمو المطرد للإعلام الاجتماعي والتحولات في اتجاهات استخدامه دوراً بالغ الأهمية في تشكيل آراء الشباب في الوطن العربي، حيث شهدنا تحولاً متواصلاً في اتجاهات الاستخدام من الأغراض الاجتماعية إلى السياسية على مستوى المنطقة”.
وبيّن التقرير أن النساء العربيات تمثلن فقط ثلث مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي في المنطقة، وحول هذا الموضوع، قالت رشا مرتضى، الباحث المشارك في برنامج الحوكمة والابتكار والكاتب الرئيسي للتقرير: “من المثير للاهتمام أن مشاركة المرأة العربية في الحركات الشعبية خلال الأشهر الماضية ازدادت على الرغم من استخدامها الضئيل لوسائل الاعلام الاجتماعي مقارنة بالمعدل العالمي. وهذه ظاهرة يبحثها الإصدار المقبل من التقرير الذي سيركز على تأثير وسائل الاعلام الاجتماعي على المشاركة المدنية والنشاط الاجتماعي للمرأة العربية كما سيبحث التقرير أسباب تدني معدل استخدام المرأة العربية لوسائل الاعلام الاجتماعي مقارنة مع المتوسط العالمي”.
وتصدر سلسلة “تقرير الإعلام الاجتماعي العربي” عن برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية وهي متاحة للعموم على الموقع:www.ArabSocialMediaReport.com، وتهدف إلى تسليط الضوء على اتجاهات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى الوطن العربي وتحليلها، وهي جزء من مبادرة بحثية أكثر شمولاً تركز على المشاركة الاجتماعية من خلال تقنيات المعلومات من أجل سياسات أفضل في الدول العربية، وتبحث في دور تقنيات التواصل الاجتماعي من أجل الحوكمة الرشيدة والإدماج الاجتماعي. وتسعى هذه المبادرة تحديداً إلى دراسة إمكانية تفعيل تلك التطبيقات في تعزيز التعاون، وتقاسم المعرفة والابتكار عن طريق تعزيز المشاركة سواءا داخل الحكومة أو بين الحكومات والمواطنين والقطاع الخاص.
وتأسست كلية دبي للإدارة الحكومية في العام 2005 بالتعاون مع كلية كينيدي بجامعة هارفارد، لإنتاج المعرفة ونشر أفضل الممارسات العالمية في الوطن العربي، كما تنظم برامج مختلفة بهدف زيادة قدرات المنطقة على اعتماد سياسات عامة فعالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق